الأربعاء، 29 أغسطس 2012

شيــش..بيــش



كلما أغمضت عيناي كنت اراهما واقفان هناك ينظران لي بكل مافي الكون من غضب..عيناهما رغم سوادهما الغطيس كما لو كانتا ثقبان اسودان ف وسط فضاء مترامية الاطراف بلا نهايه وفمهما المعقود علي ابتسامه مخيفه...
لم يكونا اكثر من قطعتي نـرد،هذا ف العالم الواقعي ولكنهما هنا كانتا كما زبانية الجحيم ينتظراني كل يوم بنفس النظرات ونفس الابتسامه المخيفه..ابتسامه تشعرك كما لو كان عذرائيل قد جاء يقبض روحك الان وقد وضع وجهه ف وجهك فتشم انفاسه الكئيبه المتثاقله تبدو فيها رائحه الموتي كما لو ان الف ميت قد استفاقوا الان من نومهم الابدي
نفس الوجهين كل مره كانت قطعتا النرد تاتيا عليهما الشيش والبيش* تبدو القطعتان السوداوان في الاعلي كعينان مشتعلتان والقطعتان في الاسفل قد اتصلتا معا لتصنعا ابتسامتهما وفي منتصف البيش تبدو النقطه السوداء كأنف اسود فطيس وفي منتصف الشيش قد انتفخت القطعتان السوداون لتصنعا وجها منتفخا..
كل مره تاتيان تقفا امامي ف ذلك الظلام الدامس داخل عيناي المغمضتان تنظران لي احاول الهرب فلااستطيع احاول الصراخ فأجد صوتي مبحوحـا اجري يمينا يسارا..لاجدوي اينما اتجهت كانا يقفان بنفس النظره ونفس الابتسامه..ف احد المرات رايت نفس قطعتي النرد بنفس الارقام ولكن عندما اتجهت يمينا كانتا قد غيرتا ارقامهما لتبدو جهار ثه في نفس الوقفه لم تتغير ولكن هذه كانت مره واحده ولم تتكرر..
لم افهم ابدا لماذا اري قطع النرد دائما ف كل احلامي..اينما اغمضمت عيني اراهما لامفر منهما سوي بأن ابقي مستيقظا لاطول فتره ممكنه  ولكن بعد فتره من الاستيقاظ بدات اري كل شئ حولي كما لو كان قطع نرد بنفس الاوجه الشيش البيش ونفس النظرات والابتسامات..
لم يكن هناك بد من رؤيتهما حتي في يقظتي..حاولت ان اعود للنوم مره اخري فكانا هناك ايضا ف انتظاري..لم يكن هناك من مفر منهما سوي الموت...
وقفت في شرفتي نظرت للعالم من حولي تنسمت اخر نسمة هواء لي ف هذا الكون نظرت للاسفل  رايتهما هناك يقفان ف الهواء ف انتظاري لكي اهبط...ابتسمت بنشوة الثقه ف انني لن اراهما مره اخري وقفـــزت...
منذ ان غادرت قدمي ارض الشرفه وهما معي طوال الطريق لاسفل كانا معي بنفس النظرات ونفس الابتسامه..تصورت انها ستتغير كلما اقتربنا من الارض..الا يشعران بما هما مقبلان عليه!؟...الا يدركان انهما علي بعد ثواني من الموت!؟ صرخت فيهما ستموتان الان ولم يباليا بأي شئ نفس النظره ونفس الابتسامه..نظرت للاسفل ورايت الارض تقترب وتقترب وقبل ان امسها بلحظات جال بخاطري سؤال لم افكر فيه من قبل...لماذا يبتسمان بهذه الحماقه؟؟هل يعرفان ماذا يوجد في الجهه الاخري؟هل هما هناك ايضا علي الجانب الاخر؟
جال بخاطري هذا السؤال الاخير..نظرت لهما مذعـورا وقبل ان اصرخ فيهما ان يبتعدا عني ارتطمت راسي بالارض وبينما كان الدم يسيل من راسي كانا يقفان هناك وسط مجموعه اكبر من قطع النرد بكل الاوجه والارقام ولكن بنفس النظرات والابتسامه المخيفه..اغمضت عيناي و رأيت نــور ابيض و ف كل مكان تبدو نقط سوداء كما لو كانت عيون تنظر الي سريعا ثم تختفي
ثم فجاه و ف وسط كل هذا النور الغريب رايت قطعة نرد كبيره تتقدم نحوي تقترب اكثر فأكثر حتي اصبحت ف وجهي مباشرة..كانت اضخم من كل القطع الاخري وتبدو اكثر قوه لايوجد عينين ولكنك تشعر بنظرتها اليك لاتعلم من اين تاتي ولكنك تحس بتلك النظرات تخترق كل جزء ف جسدك وتشعر بتلك الابتسامه المخيفه ولكنها هنا تبدو اكثر اخافة لاتري شفاه ولكنك تشعر بتلك الابتسامه....لايوجد سوي نقطه واحده ف المنتصف نقطه تبدو كما لو انها جمعت كل سواد العالم فيها واطلقته مره واحده ف عينيك كانت تلك القطعه هي اليـك وفقط
.............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق